حزب الوفد.. تاريخ حافل من النضال والحرية والاستقلال| صور

حزب الوفد
حزب الوفد

تأسس حزب الوفد عام 1919، على يد مجموعة من الزعماء والشخصيات الوطنية في أعقاب ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني. وكان الهدف الرئيسي من تأسيس الحزب هو تحقيق الاستقلال وتحسين وضع المصريين.

- الحرية والاستقلال

تاريخيًا، كان حزب الوفد يشمل أعضاء من مختلف الطبقات الاجتماعية وكان له دور بارز في النضال من أجل الاستقلال والتنمية الوطنية. تطورت مواقفه وأهدافه على مر السنوات، وشهدت فترات من التعاون والتصعيد السياسي في مصر.

كما تأسس الحزب بهدف تمثيل مصالح المصريين والعمل على الاستقلال الوطني. يعود تاريخ تأسيسه إلى فترة هامة في تاريخ مصر والنضال من أجل الحرية والاستقلال.

أقرأ أيضا: الوفد: الإدعاءات الإسرائيلية في لاهاي لا أساس لها من الصحة

 


الوفد المصرى

وتشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد ومكرم عبيد واسماعيل باشا كوكب وآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم "الوفد المصري" وجمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: «نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول.. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى».

دار الحماية 

اتفق سعد زغلول مع عبد العزيز فهمي بك وعلي شعراوي باشا، زميليه في الجمعية التشريعية، على أن يطلبوا من دار الحماية تحديد موعد لهم ليقابلوا السير ونجت، المندوب السامي البريطاني، للتحدث إليه في طلب السماح لهم بالسفر إلى لندن، لعرض مطالب البلاد على الحكومة الإنجليزية، وكان هذا الطلب بنصيحة من حسين رشدي باشا، رئيس الوزراء، فأجابت دار الحماية طلبهم بوساطة رشدي باشا أيضاً، وحددت لهم يوم الأربعاء 13 نوفمبر 1918 الساعة الحادية عشرة صباحاً موعداً للمقابلة، وقابل ثلاثتهم المندوب السامي، ودارت بينهم مباحثات طويلة الى ان وثق الوفد لهذه المقابلة.

أقرأ أيضا : زيادة رواتب الصحفيين والعاملين بجريدة الوفد

الاستقلال والأقطاب الثلاثة

 تحدث الزعماء الثلاثة في حديث مطوّل مع المعتمد البريطاني عن فكرة «الاستقلال»، وأنه آن لمصر أن تبحث عن مصيرها بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها.

عقب هذا اللقاء، ولدت فكرة «الوفد المصري»، بعد أن ألمح «وينجت» إلى أن الأقطاب الثلاثة لا يمثلون الأمة المصرية، وأن الافكار التي طرحت خلال اللقاء لا تعدو كونها «نخبوية» نظرا لعدم تمثيلها لجموع المصريين.

قانون الهيئة الشعبية

بعد ساعة واحدة من انتهاء اللقاء، وضع مؤسسو «الوفد المصري» قانون تأسيس هذه الهيئة الشعبية، وأجمعوا على اختيار سعد زغلول رئيسًا للوفد المصري واتبعوا القانون بصيغة التوكيل الأول له.

واُعتقل سعد زغلول ونفي إلى مالطا هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919 م في مصر التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد.

حكومة برلمانية مصرية

في عام 1924 انعقدت أول انتخابات تشريعية حقيقية في مصر، وكانت المنافسة في تلك الانتخابات بين الأحزاب الرئيسية الموجودة في ذلك الوقت وتتمثل في «الوفد»، و«الأحرار الدستوريين»، و«الحزب الوطني» حزب مصطفى كامل ومحمد فريد، وفاز وقتها «الوفد» بأغلبية البرلمان، مشكلا أول حكومة برلمانية في مصر، برئاسة سعد زغلول بصفته رئيس حزب الوفد، إلا أنه تقدم باستقالته بعد عدة أشهر، إثر محاولات الملك فؤاد والإنجليز لإفشاله.

وأصبح حزب الوفد حزب الأغلبية أو كما أطلق عليه الحزب الجماهيري الكبير الذى تولّى الوزارة بعض الوقت في مصر منذ عام 1924م وحتى عام 1952م.

أقرأ أيضا :- عبد السند يمامة: الرئيس السيسي حجز مقعده في التاريخ

ومن الشخصيات التي تولت الوزارة من حزب الوفد:

عبد الخالق ثروت

تولى عبد الخالق ثروت باشا مرات عديدة رئاسة الوزارة في مصر قبل ثورة 1952م. وظل رئيسًا لحزب الوفد، حتى ألغت ثورة يوليو سائر الأحزاب السياسية المصرية الأخرى. 

فؤاد سراج الدين

 كان عضواً في حزب الوفد سنة 1946م، ثم سكرتيراً عامًّا للحزب سنة 1948م، اختير وزيراً بوزارات الزراعة والداخلية والشؤون الاجتماعية، ثم وزيراً للداخلية والمالية معاً سنة 1950م.. ثم رئيساً لحزب الوفد الجديد سنة 1978م.

وكان من أهم مبادئ الوفد السياسية والاجتماعية المعلنة كالاتى:- 

- تحقيق استقلال البلاد وحريتها وتحقيق الوحدة بين مصر والسودان.

- التمسك بميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

- التمسك بعروبة فلسطين.

- العمل على رفاهية الشعب وترقيته عن طريق النظام الليبرالي.

- دعم النظام الدستوري الديمقراطي.

انتخابات حرة  نزيهة

وما يحسب لحزب الوفد المصري من نجاحات استطاع تحقيقها هو الجمع بين المسلمين والأقباط في حزب واحد يسوده التفاهم والوفاق.

كما استطاع الوفد في كل الانتخابات النزيهة التي اشترك فيها أن يكتسح الأحزاب التي وقفت ضده، ونجح في تشكيل عدة وزارات: ابتداءً من 1926-1928 وفي 1930 ثم في 1936 - 1937، ثم في 1942 - 1944، ثم في 1950 - 1952. وكانت وزارته تأتي بعد الفوز في انتخابات حرة، وتنتهي بأزمة مع الملك الذي يعمد إلى طردها من كرسي الحكم 


وهكذا كانت نهاية حزب الوفد المصري الذي عمل سكرتيره الراحل فؤاد سراج الدين على تسجيله تحت اسم حزب الوفد الجديد ليشارك في الحياة السياسية.

وحاز حزب الوفد ستة مقاعد في مجلس الشعب بعد انتخابات عام 1995م، وثلاثة مقاعد في انتخابات عام 2000. يذكر أن الحزب كان قد حاز 57 مقعدًا عام 1984، و25 مقعدًا عام 1987، وقاطع انتخابات عام 1990. ترأس الحزب نعمان جمعه حتى عام 2006، وهو أول رئيس للحزب لا يحمل لقب باشا ويترأسه الأن الدكتور عبد السند يمامة .